صباح الخير يا اصدقائى الاعزاء اتمنى ان تكونوا بخير و صحة و سعادة و انا اسف جدا لأبتعادى لمده طويلة لظروف خاصة.
المقال اللى فات اتكلمنا عن كدبة ابريل و الكدب و الكدابين و نسيت خالص اعرفكم بنفسى.
انا شاب عادى ذى اى شاب من شباب مصر، امالى بسيطة جدا شقة صغنونة و زوجة حنونة و اطفال مطيعين (و اقطع عنهم المصروف)، و طبعا انا كلى أمل انى ان شاء الله هاحقق كل احلامى. أمتى؟؟ الله اعلم.
و اتشرف بانى اعرفكم بأصدقائى الفشلة امثالى ، الاستاذ/ وليم محامى محترم بيقبض 150 جنية فى الشهرمن مرتب حكومى ، و الدكتور/ حازم طبيب بشرى بيقبض 250 جنية فى الشهر، و طبعا هذة المرتبات المذكورة قبل الزيادة الفظيعة المريعة فى المرتبات فى 1 مايو.
بدأت الحكاية الساعة 10 مساء يوم 1 ابريل على القهوة بعد عودة زميلنا حازم الطبيب من معركة حامية مع والد زميلتة كان رايح يخطبها.
العبد الفقير: عملت ايه يا عريس
وليم: يا عم ماشيه معاك حلاوه، مبروك و لا حسد و لا قر.
حازم يتنهد: اةةةةةةةةةةةةةة روحت قابلت ابوها و بعد اهلا و سهلا يا ابنى و احنا بنشترى راجل و مش مهم الماده المهم الجوهر و المعدن الطيب و الكلام اللى لا يودى و لا يجيب سألنى، الا بالحق مرتبك كام يا ابنى ؟؟ قلت 250 جنية، راح معدول و قاللى و ان شاء الله بيكفيك لحد يوم كام فى الشهر؟؟! قلت انا كمان شغال فى مستوصف علشان احسن دخلى و الحمد لله بقبض 500 جنية ، ابوها قال تقدر تجيب شبكه 70 جرام على الاقل؟ تقدر تجيب شقه اوضتين و صاله على الاقل؟ تقدر تأكلها لحمه مرتين فى الاسبوع؟
وليم: لحمة اية المفجوع ده .
العبد الفقير: يا عم لحمة اية؟ دى تلاقيها مبتاكلهاش فى بيت ابوها الا فى العيد الكبير. الا بالحق يا واد هو طعم اللحمة ذى ما هو ولا اتغير عن زمان؟
حازم: و انا اية عرفنى و ما تطلعنيش من الموضوع انت و هو، المهم ابوها قال يا ابنى ماتزعلش منى انا اب و يهمنى سعادة بنتى ، ربنا يرزقك بواحده احسن من بنتى.
العبد الفقير: ولا يهمك يا واد، هم الخسرانين و انت بكرة تتجوز ست ستها و تكون نباتية و مبتاكلش لحمة هى و لا ابوها هى هى هى.
حازم: انت بتهزر و انا مخنوق و هانفجر اما انك ماعندكش دم.
العبد الفقير: و انا هاعمل ايه؟!! بحاول اطلعك و اطلع نفسى من القرف اللى احنا فية. غلطان؟؟!!
وليم: يا عم انت و هو اهدوا شويه، العملية مش مستحمله شد اعصاب. عايزين فعلا نفكر فى الخيبة اللى احنا فيها، لازم نشوف حل.
حازم: حل ؟!! ياااه انت متفائل جدا.حل لأيه ولا ايه و لا ايه، حل لمشكلة الشقه، لو تمليك يعنى ما احلمش اشوفه ولا حتى فى الحلم و لو ايجار يعنى مرتب الشهر مع خالص الشكر و لو فكرت اسكن مع ابويا و امى معناها ان كل واحد منا يتنفس بفردة واحدة من مناخيرة علاوة على تقييد حرية ابويا و امى و البيت على اخر عمرهم يتحول الى لوكاندة يعنى بدل ما اريح ابويا و امى اخنقهم زيادة.
وليم: ندخل على مشكلة الشبكه نجيب منين عشر الاف جنية على الاقل تمن شبكة و لو معايا اصرفهم فى شبكة لية بدل ما احطهم على مصاريف الجهاز.
العبد الفقير: و الجهاز و الفرح مصاريف ياما و هم ما يتلم.
وليم: كل ده ممكن يتدبر و ربنا يسهلها لكن المشكلة المهمة هى ان مرتب الواحد فينا ماينفعش يفتح عشة فراخ مش بيت
العبد الفقير: بقول ايه مش كل يوم الخنقة دى.
حازم: انا مخنوق و حاسس ان الهواء بيهرب من المكان و انا مش قادر اتنفس تعالوا نقوم نروح مكان اوسع.
و على ضفاف نهر النيل فى حتة فاضية
العبد الفقير: بقول اية انا نويت افضل عازب.
حازم: قصدك عانس. انت لو قادر تتجوز و ماجوزتش كان ماشى، لكن ده قصر ديل يا ازعر.
وليم: قصر ديل قصر يد احنا جربنا العزوبية و اللى نعرفة احسن من اللى مانعرفوش.
العبد الفقير: يا عم انت ما شى فى حملة انتخابية!!! بقول نتجوز ثانيا جملة اللى نعرفة احسن من اللى ما نعرفوش دى بتجيب ليا حساسيه و عطس هى هى هى.
حازم: ممكن سؤال. احنا هانعمل اية اكتر من اللى احنا عملناه؟ مذاكرة و ذاكرنا و الحمد لله دكتور و مهندس و محامى . بلا خيبة.
وليم: شايفين اللى انا شايفه؟؟! دى ايد، لأ ده بنى ادم.
العبد الفقير: استنى يا واد يا حازم. انت يا جبان. حاثم ويلم يا جبنا. انتتتت مين حضضرتك.
انا الكاتب المصرى
مشاهد القصة السابقة ليست من وحى الخيال و اشخاص القصة كذلك ، فهم اصدقائى فعلا و هذة القصة حقيقية (الا اخرها طبعا هى هى هى) و تحدث كل يوم للعديد من الشباب المصرى ممن يريدون الاستقرار و تكوين اسره ، و لكن للأسف لا يستطيعون، وطبعا اصحبت ظاهرة تأخر سن الزواج و التى تصل الى العنوسة مشكلة تهدد بتدهور حال الشباب و الفتيات النفسية على حد سواء مثل الشعور بالأحباط و انعدام الثقة بالنفس و القدرة على تحقيق الذات و خلافة. كما يخشى ايضا ان تكون العنوسة عاملا من عوامل ازدياد معدلات الجريمة فى مصر.
و قد اشار إحصاء وتقرير الجهاز المصرى للتعبئة والإحصاء الى تراجع معدلات الزواج بين المصريين خلال العام الماضى مسجلة أدنى مستوى لها خلال الخمسة أعوام الماضية، فى مقابل تراجع نسبى لحالات الطلاق عن معدلاتها المعتادة، وأشار التقرير إلى أن عام 2007 شهد 507 آلاف حالة زواج مقابل 523 ألفاً عام 2006، و522.887 عام 2005 و550.709 عام 2004 و537.09 عام 2003.
وفيما يتعلق بمعدلات الطلاق، أوضح التقرير أنها سجلت تراجعاً طفيفاً عن السنوات الخمس السابقة حيث بلغت العام الماضى 64.352ألف حالة مقارنة بـ56.347 ألف فى عام 2006، و64.47 ألف فى عام 2005، و64.496 ألف فى عام 2004، و69.867 عام فى 2003.
وتفيد أحدث الإحصائيات بأن عدد الذين بلغوا سن 33 عاماً ولم يتسن لهم الزواج وصل إلى ثمانية ملايين و963 ألفاً منهم نحو أربعة ملايين امرأة.
وتوضح الدراسات بالتقرير أن إجمالى عدد الفتيات التى يمكن وصفهن بالعوانس يقدرن بـ13 مليون فتاة، منهن 6.2 ملايين تتراوح أعمارهن بين 18 و25 عاما و6.2 ملايين من سن 25 إلى 35 عاماً.
و ترجع مشكلة العنوسة الى عوامل اقتصادية و عادات اجتماعية خاطئة على حد سواء، و تتمثل العوامل الاقتصادية فى تدنى الأجور و الرواتب فى نفس الحين التى ترتفع فيه الاسعار بطريقة مطردة مما يصعب معها او يكاد يستحيل موازنة الدخول مع المصروفات.
اما العادات الاجتماعية الخاطئة فتتمثل فى مغالاة المهور و الشبكة و المتطلبات الاخرى من تجهيزات و فرح و خلافة مما يعجز عنها اى شاب مصرى من الاسر المتوسطة فى تلبية هذة الطلبات المغالى فيها.
و لذلك اوجه ندائى الى الاباء. الا رحمة بأبنائكم و بناتكم ، و كونوا ميسرين و لا تكونوا معسرين. و يا مصرنا انظرى بعين العطف الى ابنائك و بناتك.